Sensation and Perception: Crash Course Psychology #5 - YouTube

Channel: CrashCourse

[0]
سأحدثكم عن أوليفر ساكس.
[1]
الطبيب الشهير والبروفيسور ومؤلف دراسات حالات عصبية غير اعتيادية.
[6]
سنّطلع على بعض أبحاثه المدهشة في دروسنا القادمة
[9]
لكن في الوقت الحالي، أريد التحدث عن ساكس نفسه.
[12]
رغم أنه يمتلك عقًلا ذكًيا ومحًبا للاستطلاع
[15]
إلا أن الدكتور ساكس يعجز عن فعل شيء بسيط يستطيع الطفل العادي فعله.
[18]
فهو لا يستطيع التعرف على وجهه في المرآة.
[21]
ساكس مصاب بحالة عمه التعرف على الوجوه.
[24]
وهو اضطراب عصبي يضعف قدرة الشخص
[27]
على تمييز الوجوه أو التعرف عليها، وُيعرف أيًضا باسم "عمى الوجوه".
[30]
تحدثنا الأسبوع الماضي عن كون وظائف الدماغ موضعية
[33]
وهذا مثال آخر غريب على ذلك.
[36]
يستطيع ساكس تمييز كوب قهوته على الرف
[39]
لكنه لا يستطيع التعرف على أقدم أصدقائه بين الحشود
[43]
لأن هذا الجزء من دماغه المسؤول عن التعرف على الوجوه
[46]
مصاب بخلل.
[47]
ليست هناك مشكلة في بصره، الحاسة سليمة.
[49]
المشكلة في إدراكه.
[52]
على الأقل، حين يتعلق الأمر بالتعرف على الوجوه.
[54]
عمه التعرف على الوجوه هو مثال جيد على أن الإحساس والإدراك
[57]
مرتبطان، لكنهما مختلفان.
[58]
الإحساس هو العملية الأساسية التي عن طريقها تقوم حواسنا كالرؤية والسمع والشم
[63]
باستقبالها وإبدالها خارج المحفز.
[65]
لكن الإدراك، هو العملية التي تسير من الأعلى للأسفل التي تنظمها أدمغتنا
[69]
والتي تترجم تلك المعلومات وتضعها في السياق.
[72]
إذن، الآن، في هذه اللحظة
[74]
تتلقون الضوء من شاشاتكم عبر عيونكم
[77]
وذلك ما سيرسل بيانات ذلك الإحساس إلى أدمغتكم.
[80]
أما الإدراك، فهي أدمغتكم حين تقول لكم إن ما ترونه هو رسم بياني
[83]
يشرح الفرق بين الإحساس والإدراك
[86]
وذلك بديهي.
[87]
والآن، أدمغتكم تفسر ذلك الضوء على أنه شخص يتكلم
[91]
قد تتعرف عليه أدمغتكم على أنه هانك.
[103]
نتلقى المحفزات باستمرار
[106]
رغم أننا ندرك فقط ما تستطيع حواسنا التقاطه.
[109]
مثًلا، أستطيع أن أرى وأسمع وأشعر وأن أشم كلب الكورغي هذا.
[112]
لكني لا أستطيع الصيد باستخدام السونار كالخفاش، أو سماع ُخلد يحفر نفًقا تحت الأرض
[117]
كما تفعل البومة، أو أن أرى الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء كالقريدس.
[122]
لا أستطيع أن أشم نصف ما تستطيع أن تشمه أنت على الأرجح.
[125]
لا، لا، لدينا حواس مختلفة، نعم.
[131]
هناك الكثير من الإحساس في العالم
[132]
ولا يحتاج الجميع إلى أن يشعروا بنفس الأشياء.
[135]
إذن، كل حيوان لديه حدود، وسنتحدث عنها بدقة أكثر
[139]
إن عّرفنا العتبة المطلقة للإحساس.
[142]
الحد الأدنى من التحفيز المطلوب لتسجيل محفز معين خمسين بالمئة من الأوقات.
[146]
إذن، إن أطلقت صافرة بسيطة قرب أذنك
[148]
وأخبرتني بأنك تسمعها في خمسين بالمئة من المرات التي أطلقتها
[151]
فهذه هي العتبة المطلقة للإحساس لديك.
[153]
علينا استخدام نسبة مئوية لأني أحياًنا أشغل صافرة، فتسمعها
[157]
وأحياًنا لا تسمعها رغم أنها بنفس درجة الصوت.
[160]
لماذا؟ لأن الدماغ معقد.
[162]
الشعور بإشارة حسية ضعيفة مثل تلك الصافرة في الحياة اليومية
[165]
ليست متعلقة فقط بقوة المحفز.
[167]
إنها متعلقة أيًضا بالحالة النفسية.
[170]
مستوى تيقظك وتوقعك في تلك اللحظة.
[172]
وهذا مرتبط بنظرية اكتشاف الإشارة.
[175]
نموذج لتوقع طريقة وموعد التقاط الشخص لمحفز ضعيف
[179]
بالاعتماد جزئًيا على السياق.
[181]
قد يسمع الأب والأم المرهقين طفلهما عند إصدار أضعف صوت
[184]
لكنهما لن يسمعا صوت قطار عند مروره.
[187]
دماغاهما المرتابان مدربان على صوت طفلهما
[190]
مما يمنح حواسهما قدرة أكبر
[193]
لكن فقط فيما يتعلق بموضوع اهتمامهما.
[195]
والعكس بالعكس، إن كنت تواجه محفًزا مستمًرا
[198]
فستتكيف أحاسيسك، في عملية اسمها التكيف الحسي.
[201]
هذا هو السبب الذي يجعلني أتحقق من وجود محفظتي
[205]
إن كانت في جيبي الأمامي
[206]
لكن إن نقلتها إلى جيبي الأيسر، فسأشعر بأنها كتلة كبيرة مزعجة.
[209]
كما أنها مفيدة لنستطيع أن نتحدث عن قدرتنا
[211]
للشعور بالفرق بين محفزين.
[213]
قد أخرج في الليل وأنظر إلى السماء
[216]
وأعلم بعقلي العلمي الموضوعي
[218]
أنه ليس هناك نجمين مشعين لهما الإشعاع نفسه
[221]
ونعم، يمكنني أن أعرف بنظري أن بعض النجوم أكثر سطوًعا من الأخرى
[225]
لكن النجوم الأخرى تبدو متشابهة بالنسبة إلي.
[228]
لا أستطيع التفريق بين إشعاعيهما.
[230]
هل انتهيت؟ هل حان الوقت لتذهبي؟
[232]
أعطيني قبلة، نعم، نعم، كلبة طيبة.
[238]
النقطة التي يستطيع المرء معرفة الفرق فيها هي عتبة الفرق
[241]
لكنها ليست خطية.
[242]
مثًلا، إن كان نجم صغير أكثر سطوًعا من نجم أصغر منه، فسأعرف.
[246]
لكن إن كان نجم كبير أكثر سطوًعا بنسبة ضئيلة أيًضا من نجم كبير آخر
[250]
فلن أستطيع أن أعرف الفرق.
[251]
هذا مهم بالدرجة الكافية لنطلق اسم الرجل الذي اكتشفه على قانون.
[255]
يقول قانون ويبر إننا ندرك الفروق على مقياس لوغارتمي وليس خطي.
[259]
ليس الأمر متعلًقا بكمية التغيير، بل بنسبة التغيير هي المهمة.
[263]
حسًنا، ما رأيكم الآن أن نلقي نظرة أعمق
[266]
إلى طريقة عمل حواسنا القوية؟ الرؤية.
[270]
قدرتك على رؤية وجهك في المرآة
[272]
فذلك نتيجة سلسلة طويل، ولكنها سريعة جًدا من الأحداث.
[276]
يرتد الضوء عن وجهك، ثم عن المرآة ثم يدخل عينيك.
[280]
وذلك يلتقط كل تلك الطاقة المتنوعة والطاقة تحولها إلى رسائل عصبية
[284]
يعالجها دماغك وينظمها إلى ما تراه فعلًيا.
[288]
وذلك هو وجهك.
[289]
وإن كنت تنظر إلى مكان آخر فقد ترى كوب قهوة، أو كلب كورغي
[292]
أو مهرج مخيف يحمل فطيرة صغيرة.
[294]
فكيف نحول الموجات الضوئية إلى معلومات لها معنى؟
[297]
فلنبدأ بالضوء نفسه.
[298]
ما نراه نحن البشر كضوء هو جزء بسيط من الطيف الكامل
[302]
للإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تتراوح من الغاما إلى الموجات اللاسلكية.
[306]
الضوء له صفات كثيرة مذهلة
[309]
تحدد طريقة شعورنا به
[310]
لكن لأجل هذا الموضوع، سنفهم الضوء على أنه ينتقل على شكل موجات.
[315]
طول موجة الموجات وترددها تحدد درجتها
[318]
ومداها يحدد شدتها أو سطوعها.
[321]
مثًلا، الموجة القصيرة لها تردد عٍال.
[324]
تسجل عيوننا موجات طولية قصيرة ذات ترددات عالية وألوان زرقاء
[327]
بينما نرى الموجات الطولية الطويلة ذات التردد المنخفض باللون الأحمر.
[331]
طريقة تسجيلنا سطوع اللون
[333]
التباين بين اللون البرتقالي في المثلجات وخرطوم الإنشاء
[336]
يتعلق بكثافة أو كمية الطاقة في موجة ضوئية معينة.
[340]
والتي كما قلنا للتو، يتحدد وفًقا لمداها.
[344]
المدى الأكبر يعني كثافة أعلى، وبالتالي لون فاقع أكثر.
[347]
أخبرني أحدهم أن كلمة "مثلجات" ليست كلمة صحيحة.
[352]
اسمه مايكل أراندا، وهو أحمق.
[354]
هل كتبتها في القاموس؟ ابحث عنها على غوغل.
[358]
اسأل غوغل عن المثلجات.
[360]
إذن، المثلجات موجودة.
[362]
إذن، بعد أن يدخل هذا الضوء عبر القرنية والبؤبؤ
[364]
يصل إلى القرص الشفاف خلف البؤبؤ، وهي العدسة
[367]
وذلك يركز أشعة الضوء على الصور المحددة
[370]
وكما هو من المتوقع من العدسة، فهي تطلق هذه الصور إلى الشبكية
[374]
السطح الداخلي للعين الذي يحتوي كل الخلايا المستقبلة
[378]
الذي يبدأ الشعور بهذه المعلومات المرئية.
[380]
لا تستقبل الشبكية الصور الكاملة كفيلم ُيعرض على الشاشة.
[384]
بل هي أشبه بنقاط من طاقة الضوء
[387]
تترجمها ملايين المستقبلات إلى دفعات عصبية
[390]
وتطلقها ثانية إلى الدماغ.
[391]
هذه المستقبلات الشبكية اسمها العصي والمخاريط.
[394]
العصي تستشعر المستوى الرمادي، وُتستخدم في رؤيتنا المحيطية
[397]
إضافة إلى تجنب ارتطام أصابع أقدامنا في الظلام
[401]
حين نعجز عن رؤية اللون.
[402]
المخاريط تستشعر التفاصيل الدقيقة والألوان.
[404]
بموقعها المركز قرب بؤرة مركز الشبكية المسمى النقرة المركزية
[408]
تعمل المخاريط فقط في الإضاءة الجيدة
[410]
وتتيح لك تقدير تعقيدات زخرفة الأواني الصينية التي تقتنيها جدتك
[414]
أو وشم عمك على ذراعه.
[416]
والعين البشرية رائعة في رؤية اللون.
[419]
عتبات الاختلاف للألوان لدينا استثنائية
[422]
لدرجة أن الإنسان العادي يستطيع تمييز مليون درجة مختلفة.
[425]
هناك عدد كبير من الأبحاث التي ُتجرى بشأن طريقة عمل رؤيتنا للألوان.
[429]
لكن نظريتين تساعدانا على تفسير بعض ما نعرفه.
[431]
أحد النماذج التي تسمى نظرية "يونغ هيلمهولتز" ثلاثية الألوان
[435]
تقول إن الشبكية تضم ثلاثة خراطيم لمستقبلات الألوان
[438]
تسجل الأحمر والأخضر والأزرق.
[440]
وعند تحفيزها مًعا، قوتها مجتمعة
[442]
تتيح للعين تسجيل أي لون.
[444]
إلا إن كنت مصاًبا بعمى الألوان بالطبع.
[446]
حوالى واحد من كل خمسين شخص يصاب بقصور رؤية الألوان.
[449]
وأغلبهم من الرجال، لأن العوامل الوراثية مرتبطة بالجنس.
[452]
إن لم تستطع رؤية شعار Crash Course يظهر أمامك في هذه الصورة
[454]
من المرجح أن مخروطات اللونين الأحمر والأخضر مفقودة أو معطلة
[459]
وذلك يعني أن رؤيتك ثنائية اللون وليست ثلاثية اللون.
[462]
ولا يمكنك التفريق بين درجات الأحمر والأخضر.
[464]
الموديل الآخر لرؤية الألوان ُيعرف بنظرية العملية المقاومة
[468]
تقول إننا نرى الألوان من خلال عمليات تعمل ضد بعضها البعض في الواقع.
[472]
إذن، بعض خلايا الاستقبال قد تتحفز باللون الأحمر، لكنها تتثبط بالأخضر.
[476]
بينما الخلايا الأخرى تفعل العكس، وهذه التركيبات تتيح لنا تسجيل الألوان.
[480]
لكن فلنعد إلى عيونكم.
[481]
عند تحفيز العصي والمخاريط تطلق تغيرات كيميائية
[484]
تطلق الإشارات العصبية التي في المقابل تفّعل الخلايا التي خلفها
[488]
التي تسمى الخلايا ثنائية القطب
[489]
ووظيفتها تفعيل الخلايا العقدية المجاورة.
[493]
الأطراف الطويلة المحورية العصبية لهذه الخلايا العقدية تتشابك مًعا
[496]
لتشكل العصب البصري الذي ينقل الدفعات العصبية
[500]
من العين إلى الدماغ.
[501]
هذه المعلومات البصرية التي تمر عبر سلسلة من المستويات التقدمية المعقدة
[505]
فيما تنتقل من عصب بصري إلى المهاد
[508]
ثم إلى القشرة البصرية للدماغ.
[510]
القشرة البصرية موجودة في مؤخرة الدماغ عند الفص القذالي
[513]
حيث تحلل القشرية اليمنى المدخلات من العين اليسرى، والعكس.
[517]
هذه القشرة تحتوي خلايا عصبية متخصصة، واسمها كاشفات العلامات
[521]
تستجيب لصفات معينة كالأشكال والزوايا والحركات.
[525]
بمعنى آخر، أجزاء مختلفة من القشرة البصرية
[527]
مسؤولة عن التعرف على الجوانب المختلفة للأشياء.
[530]
الشخص الذي لا يستطيع تمييز وجوه البشر
[532]
قد لا يجد صعوبة في إيجاد سلسلة مفاتيحه من بين المجموعة على الطاولة.
[536]
هذا لأن إدراك الدماغ للأجسام
[538]
يحدث في مكان مختلف عن الذي يتم فيه إدراك الوجوه.
[539]
في حالة الدكتور ساكس، مرضه يؤثر على منطقة من الدماغ
[542]
اسمها "التلفيف المغزلي"، تتفّعل استجابة لرؤية الوجوه.
[546]
عجز ساكس عن تمييز الوجوه َخلقي
[548]
لكن قد ُيصاب به المرء بسبب مرض أو إصابة لتلك المنطقة من الدماغ.
[555]
مثل الوقفة أو الحركة أو التعبيرات الوجهية
[558]
فيما عقد أخرى من الخلايا تدمج كل تلك المعلومات مع بعضها البعض
[562]
في تحليل فوري للموقف.
[564]
ذلك المهرج يعبس ويركض باتجاهي وهو يحمل فطيرة صغيرة.
[567]
أنا أجمع هذه العوامل مع بعضها البعض، ربما علي أن أذهب من هنا.
[570]
هذه القدرة على معالجة وتحليل كل هذه الأوجه المنفصلة للموقف في نفس الوقت
[574]
اسمها المعالجة المتزامنة.
[576]
في حالة المعالجة البصرية
[577]
يعني هذا أن الدماغ يعمل بتزامن ليستطيع فهم
[580]
شكل وعمق وحركة ولون
[583]
وهنا ندخل عالم الإدراك
[586]
وهو يتعقد بسرعة، وقد يتحول لموضوع فلسفي حتى.
[590]
لذا، سنستكشف ذلك بعمق في المرة المقبلة
[592]
لكن في الوقت الحالي، إن كنتم منتبهين
[594]
فقط تعلمتم الفرق بين الإحساس والإدراك
[596]
وعتبة الاختلاف التي تحدد حواسنا
[598]
وبعض الجوانب العصبية والحيوية والنفسية للرؤية البشرية.
[602]
أشكركم على مشاهدة هذا الدرس بعيونكم
[604]
ونشكر شركاءنا في رعاية السلسلة الذين جعلوا هذه الحلقة ممكنة:
[608]
ألبيرتو كوستا والدكتور ألبنا أغراوال، وفرانك زيغلر وفيليب ديتمر
[614]
وكيرتزغيزات.
[615]
وإن أردتم رعاية حلقة للحصول على تحية خاصة
[617]
يمكنكم أن تعرفوا عن ذلك وعن الميزات المتوفرة لمشتركينا فيٍ Subbable
[620]
فزوروا صفحة Subbable.com/crashcourse.
[623]
كتبت هذه الحلقة كاثلين ييل
[625]
وحررتها بليك دي باستينو ومستشارنا الدكتور رانجيت باغوات.
[628]
مخرجنا ومحررنا هو نيكولاس جنكنز
[630]
ومشرف النص هو مايكل أراندا وهو أيًضا مهندس الصوت
[633]
وفريق التصميم Thought Cafe.